[size=18]
كيف يصنع الزجاج
تختلف مصانع الزجاج اختلافاً كبيراً عن المصانع الأخرى. ففي مصانع الزجاج براميل ضخمة، وصوامع لحفظ المواد الخام الخاصة بصنع الزجاج وهي الرمل ورماد الصودا و الحجر الجيري والبوراكس. وجل هذه المواد مساحيق جافة يشبه بعضها بعضاً، ولكنها مع ذلك قادرة على إظهار نتائج مختلفة جداً. أما منافذ التهوية الضخمة الموجودة في السقف، والمداخن الكبيرة، فإنها تطلق الحرارة الهائلة المطلوبة لصهر هذه المساحيق الجافة ولتجعل منها سائلاً ساخناً أبيضاً اللون. وفي الطرف الحار من مصنع الزجاج، توجد الأفران.
الخلط. تصل المواد الخام الرئيسية إلى مصنع الزجاج في عربات للسكك الحديدية وتخزن في صوامع ضخمة. وبعد أن توزن وتخلط آلياً بالنسب الصحيحة يضيف صانع الزجاج كسارة زجاج، وهي قد تكون زجاجاً يعاد تصنيعه، أونفايات زجاج من انصهار سابق لنفس النوع من الزجاج. وبإضافة 5% إلى 40% من الكسارة إلى الكمية الجديدة من الزجاج، فإنك تستعمل مواد لو لم تستخدم لأضحت من النفايات. وعلاوة على ذلك، فإن إضافة كسارة الزجاج تقلل من كمية الحرارة المطلوبة لصهر هذه الكمية الجديدة من المواد الخام. وبعد الخلط، فإن الكمية تنتقل إلى وحدات الانصهار في عربات أو أواني حمل أو سيور حمل.
الصهر. في العهود الماضية كانت الكميات تصهر في جرار صغيرة من الطين مقاومة للصهر، وتسخن عادة بحطب الوقود. ولكن هناك اليوم جراراً خاصة تكفي لكمية تزن إلى ما مقداره 1.400 كجم من الزجاج. وتسخن هذه الجرار بالغازات أو الزيت، ويمكن للفرن الواحد أن يتسع لعدد يتراوح بين 6 و20 جرة. وما زالت تصنع كميات قليلة من زجاج البصريات وزجاج الفنون والزجاج الفاخر في مثل هذه الجرار المقاومة للصهر.
وتصنع الكميات من الزجاج في أفران يطلق عليها خزانات اليوم، لأن العملية التي تتم فيها تستغرق عادة نحو 24 ساعة، ويملأ الخزان اليومي بالمواد الخام، ويصهر الزجاج، ويستعمل كله قبل أن يملأ الفرن مرة ثانية. وتتسع هذه الخزانات اليومية لكمية تتراوح بين 1و35 طناً مترياً من الزجاج.
ويصهر معظم الزجاج في أفران كبيرة تسمى الخزانات المستمرة.ويستطيع أكبر هذه الخزانات المستمرة أن تصهر ما بين 360 و540 طناً مترياً يومياً و 270 طناً مترياً من زجاج الأوعية يومياً. وتستخدم خزانات مستمرة أصغر حجما لإنتاج معظم منتجات الزجاج الأخرى، وتتم التغذية بالمواد الخام في ناحية التحميل بالسرعة التي يؤخذ فيها الزجاج المنصهر من الجهة التي يجري فيها العمل. ويستمر التحميل والصهر والعمل منذ أن تشعل النيران أول مرة حتى يتم إطفاؤها في نهاية الفترة التي تسمى الحملة. وفي العادة، تستمر هذه الحملة لفترة قد تمتد إلى خمس سنوات. ويحدد طول فترة الحملة دائماً بتآكل جدران الطوب المقاوم للحرارة المصنوع منه الفرن. وهذه الجدران تتآكل وتتلاشي بفعل حرارة الزجاج.
كيف يشكل الزجاج ويجهز
هناك أربع طرق رئيسية لتشكيل الزجاج وهي: النفخ والكبس والسحب والصب. وبعد عملية التشكيل تأتي عملية لاستعادة قوة الزجاج ومتانته، كما يمكن استخدم طرق للتقوية وغيرها من الطرق المؤدية إلى تجهيز الزجاج بالمتانة المطلوبة.
النفخ. نفخ الزجاج دون استعمال قوالب فن قديم يرجع تاريخه إلى حوالي 2.000 سنة. وتتم هذه العملية بغمس أنبوب نفخ من الحديد طولها بين 1.2 و1.5 من الأمتار في الزجاج المنصهر الذي يلتصق بعض منه بطرق الأنبوبة الذي يكون شكله أشبه بالكمثرى. ويبدأ أحد العمال في النفخ بلطف في الأنبوبة حتى ينتفخ الزجاج ويتجاوب مع نفخ العامل الذي يقوم بإعطائه الشكل المطلوب عن طريق النفخ. ويمكن للزجاج وهو في هذه المرحلة أن يعصر ويمط ويفتل ويقطع. ويقوم العامل بتسخين هذا الزجاج مرة بعد أخرى للحفاظ عليه طرياً مرناً. وعندما يصاغ الزجاج الساخن في شكله النهائي المطلوب، فإن هذا الشكل يكسر من طرف الأنبوبة الحديدية. وبالإمكان نفخ الزجاج في قوالب حديدية سواء باليد أو بالآلات.
الكبس. يصحب الكبس إسقاط كتلة زجاجية ساخنة في قالب، ثم تكبس بمكبس حتى تنتشر كتلة الزجاج وتملأ جوف القالب، ولكي تكبس هذه الكتلة، يجب أن يتم تشكيل المادة بطريقة تمكن من سحب المكبس. وتستخدم عملية الكبس عادة في صنع أطباق الخبز والكتل الزجاجية والعدسات و طفايات السجاير. وكما هي الحال في عملية النفخ، فإنه بالإمكان أيضا إجراء عملية الكبس إما باليد وإما بالآلات سواء بقالب مفرد أو مزدوج. وتستخدم آلات النفخ والكبس مجموعة من طرق الكبس والنفخ لصنع المادة المطلوبة. وهناك كثير من الأوعية التي تصنع بهذه الآلات.
طرق متعددة
السحب هو الطريقة التي تستخدم لتشكيل الزجاج المسطح وأنابيب الزجاج والألياف الزجاجية. وتكاد تكون جميع أنواع الزجاج المسطح المصنوع هذه الأيام زجاج طفو. ويشكل هذا النوع عن طريق سحب صحيفة عريضة من الزجاج المنصهر في صهريج من القصدير المنصهر. ويسمى هذا الصهريج الحمام الطافي لأن الزجاج يطفو في طبقة مستوية على سطح القصدير المنصهر البالغ النعومة. ويضبط التسخين في حمام الطفو بحيث تصهر أية خشونة قد تعلق بالزجاج. ولما كان الزجاج ينصهر في درجة حرارة أعلى من تلك التي ينصهر عندها القصدير فإنه بالإمكان نقله من القصدير المنصهر لمزيد من التبريد. وعندما يشكل الزجاج المسطح في حمام طفو، فإن كلا الجانبين يخرج بشكل لامع بحيث لا يحتاج إلى شيء من الصقل والتهذيب.
الانابيب الزجاجيه
وتصنع الأنابيب الزجاجية بسحب الزجاج المنصهر لينساب حول أسطوانة دوارة أو مخروط يسمى قلب التشكيل. وينفخ الهواء من خلال قلب التشكيل، فإن الزجاج يكون أنبوبة مستمرة على الدوام. أما الألياف الزجاجية فإنها تصنع عن طريق سحب الزجاج المنصهر من خلال ثقوب دقيقة جداً في قاع الفرن.
الصب. صنعت المرآة بعرض 508 سم لتلسكوب مرصد بالومار في كاليفورنيا بالولايات الأمريكية عن طريق الصب. وتتضمن عملية الصب هذه ملء قوالب بزجاج منصهر وذلك إما بصب الزجاج من مغارف وإما مباشرة من الفرن، أو بصب الزجاج من قاع الفرن.
ويستخدم ا لصب في إنتاج قطع الزجاج المستعمل في الشؤون المعمارية وفي إنتاج زجاج الفنون وزجاج الليزر.
صناعة المصابيح. هذه طريقة لإعادة تشكيل الزجاج لإخراج أشكال جديدة بعد أن تبرد. ويقوم صناع أعمال المصابيح بإعادة تسخين أنواع مختلفة وأحجام متباينة من أنابيب الزجاج وقضبانه فوق شعلة نفخ يطلقها الغز والأكسجين. وبعد ذلك، يمكن ثني هذه الأنابيب ولفها ومطها وتلحيم الزجاج المطرى إلى أشكال متنوعة. وبهذه الطريقة، فإنهم يصنعون أشكال حيوانات صغيرة ومزهريات وسفناً شراعية، وعيوناً زجاجية، ومعدات علمية وبعض القطع للأنابيب الإلكترونية والمصابيح المتوهجة وغيرها من المعدات الصناعية. وينتج عمال المصابيح الكثير من القطع الصغيرة للصناعات الكهربائية والكيميائية والطبية والآلات ذات السرعة المتناهية الأوتوماتيكية وذلك بإعادة تصنيع الزجاج المطرى.
التلدين. هو عملية إزالة آثار الشد والضغط المتبقية في الزجاج بعد عملية التشكيل. وتلدن معظم الأدوات الزجاجية بمجرد الفراغ من تشكيلها، وإذا لم تتم عملية التلدين، فقد يتحطم الزجاج بسبب الشد الذي يسببه التبريد غير المتوازن، وتتم عملية التلدين هذه عن طريق تسخين الزجاج مرة أخرى وتبريده بالتدريج بناء على جدول لدرجة الحرارة والزمن.
التطبيع. عملية يعاد فيها تسخين الأشكال الزجاجية التي صنعت حتى تصبح طرية تقريباً، ثم تبرد فجأة بتيارات قوية من الهواء البارد، أوبغمسها في زيت أو أي مواد كيمائية سائلة. ويجعل التطبيع الزجاج أكثر متانة من الزجاج العادي، وعلاوة على ذلك، فإنه بالإمكان تطبيع المصنوعات الزجاجية بالكيميائيات.
الأختبار. في كل مصنع من مصانع الزجاج تقريباً يتولى بعض المهندسين اختبار عينات من المصنوعات الزجاجية تؤخذ مباشرة من الأفران للتأكد من أن الزجاج من نوعية جيدة، وأن له الخواص المطلوبة، كذلك فإنه تؤخذ عينات من الأواني لاختبار حجمها وجودة متنانتها وغير ذلك من الخواص الأخرى
زخرفة الزجاج
هناك عدة عمليات تجهيزية أولية يجب الفراغ منها قبل أن تزخرف المصنوعات الزجاجية وتزين، فمثلاً، يجب إزالة الزجاج الزائد من الأوانى التي صنعت بطريقة النفخ، وفي العمليات اليدوية، يجب قطع الزجاج وهو ما زل طرياً. وفي بعض الأحيان، تدار القطعة الزجاجية أمام لهب ساخن جداً من الغاز. ويؤدي التمدد الفجائي لشريط الزجاج الساخن الضيق الذي يدور أمام اللهب إلى الانفصال عن الزجاج الأكثر برودة الذي يليه. وفي حالات أخرى، يمكن تثبيت الآنية الزجاجية وهي مقلوبة، بل يمكن أيضا استخدام لهيب أقوى، ثم يصهر الزجاج العالق بتعريضه لتلك الحرارة العالية، ويؤدي ثقل الزجاج المنصهر إلى انفصاله وسقوطه. ثم تجمع كسارة الزجاج هذه في برميل وتعاد للفرن لتستعمل مرة أخرى. ومن الممكن أيضاً فصل الزجاج الزائد بإزالة القطع الزجاجية بعجلة من الماس أو الحديد الصلب، ثم تجذب الزوائد الزجاجية بشيء من الضغط المفاجئ. فإن لم تكن الأجزاء الزائدة المقطوعة من الزجاج ناعمة بالقدر الكافي فإن بالإمكان صقلها بكاشطات ناعمة أو بلهيب آلة صقل نارية.
مضافات كيميائية
حمض الهيدروفلوريك وبعض مركباته هي الكيميائيات الوحيدة التي تعمل على تآكل الزجاج وإذابته. ويسمى الزجاج الذي يغمس في هذه الكيميائيات أو يرش بها بأنه زجاج متآكل. وبناء على مكونات الزجاج وتركيز الفلوريد والمدة الزمنية التي يتعرض لها سطح الزجاج المتآكل يصبح خشنا ومعتمداً إلى درجة تجعله يشبه الثلج، ويكاد يكون غير شفاف، أو ربما كان له مظهر ناعم نصف شفاف بنعومة مظهر قماش الستان. ويبطن داخل المصابيح الكهربائية بهذا الدهان الذي يشبه الستان.كما تحفر الأباريق وأقداح الماء والزجاج المصنوع للأعمال الفنية في كثير من الأحيان بتصاميم معقدة. ويطلى سطح المصباح أولاً بحمض مقاوم للكيميائيات لوقاية اجزاء الزجاج التي تقع خارج قالب النموذج المطلوب. ثم يتآكل سطح الزجاج غير المطلي بفعل الحمض تاركاً النموذج. ومن الممكن عن طريق خلط الهيدروفلوريك وحمض الكبريتيك.
السقع الرملي، يعطي الزجاج سطحاً نصف شفاف، وغالباً ما يكون هذا السطح أكثر خشونة من ذلك الذي يتم الحصول عليه عن طريق الحفر. وينفخ الهواء المضغوط رملاً بذرات خشنة ترتطم بالزجاج، وكثيراً ما يتم ذلك من خلال قالب زخرفي مطاطي يشكل تصميماً خاصاً. وكثيراً ما تكون البطاقات على أوعية الكيميائيات محكوكة بالرمل. وكثيراً ما تزخرف أواني الإضاءة والأفران والأطباق والنوافذ بالسفع (الحك) الرملي.
القطع. عملية تآكل كميات كبيرة من الزجاج الأصلي، وذلك بتثبيتها على حجر رملي دوار أو عجلات الكاربورندم وهي المادة الشديدة الصلابة التي تستعمل في الصقل والحك والكشط. ويتابع العامل شكلاً زخرفياً سبق أن وضع على الآنية أو الشكل. وقد يكون القطع أحياناً عميقاً جداً. ويعاد البريق الأصلي للسطح الخشن المقطوع عن طريق التآكل بالأحماض أو بالصقل بكاشطات ناعمة جداً.
ابتكارات فنية
النقش بالعجلات النحاسية. تسمح هذه الطريقة بالتعبير الكامل عن الابتكارات الفنية في الزجاج. وتصاغ التصاميم الرائعة الكثيرة التفاصيل المنجزة بحرص شديد في أشكال ثلاثية الأبعاد. وهناك الكثير من الأعمال الفنية التي نقشت في الزجاج. وتتضمن العملية المجهدة قطع الزجاج بعشرات من العجلات النحاسية التي تغذى بالمواد الكاشطة.
الزخرفة المعالجة بالنار. يمكن وضع الطلاء الزجاجي الملون والأعمال ذات الرونق على الزجاج إما عن طريق الفن التشكيلي اليدوي (الرسم) وإما عن طريق نقل الصور من ورق أعد خصيصاً لهذه العملية أو الطباعة الحريرية.
وعندما تسخن هذه الوسائل الفنية من طلاءات وغيرها إلى درجة الحرارة المطلوبة فإنها تنصهر في الزجاج، وهكذا تصبح جزءاً من الآنية الزجاجية. وتزخرف كثير من الأكواب والجرار والأباريق وأجهزة الإنارة والتحف الفنية وغيرها من المنتجات بهذه الوسيلة
احتراماتي
كيف يصنع الزجاج
تختلف مصانع الزجاج اختلافاً كبيراً عن المصانع الأخرى. ففي مصانع الزجاج براميل ضخمة، وصوامع لحفظ المواد الخام الخاصة بصنع الزجاج وهي الرمل ورماد الصودا و الحجر الجيري والبوراكس. وجل هذه المواد مساحيق جافة يشبه بعضها بعضاً، ولكنها مع ذلك قادرة على إظهار نتائج مختلفة جداً. أما منافذ التهوية الضخمة الموجودة في السقف، والمداخن الكبيرة، فإنها تطلق الحرارة الهائلة المطلوبة لصهر هذه المساحيق الجافة ولتجعل منها سائلاً ساخناً أبيضاً اللون. وفي الطرف الحار من مصنع الزجاج، توجد الأفران.
الخلط. تصل المواد الخام الرئيسية إلى مصنع الزجاج في عربات للسكك الحديدية وتخزن في صوامع ضخمة. وبعد أن توزن وتخلط آلياً بالنسب الصحيحة يضيف صانع الزجاج كسارة زجاج، وهي قد تكون زجاجاً يعاد تصنيعه، أونفايات زجاج من انصهار سابق لنفس النوع من الزجاج. وبإضافة 5% إلى 40% من الكسارة إلى الكمية الجديدة من الزجاج، فإنك تستعمل مواد لو لم تستخدم لأضحت من النفايات. وعلاوة على ذلك، فإن إضافة كسارة الزجاج تقلل من كمية الحرارة المطلوبة لصهر هذه الكمية الجديدة من المواد الخام. وبعد الخلط، فإن الكمية تنتقل إلى وحدات الانصهار في عربات أو أواني حمل أو سيور حمل.
الصهر. في العهود الماضية كانت الكميات تصهر في جرار صغيرة من الطين مقاومة للصهر، وتسخن عادة بحطب الوقود. ولكن هناك اليوم جراراً خاصة تكفي لكمية تزن إلى ما مقداره 1.400 كجم من الزجاج. وتسخن هذه الجرار بالغازات أو الزيت، ويمكن للفرن الواحد أن يتسع لعدد يتراوح بين 6 و20 جرة. وما زالت تصنع كميات قليلة من زجاج البصريات وزجاج الفنون والزجاج الفاخر في مثل هذه الجرار المقاومة للصهر.
وتصنع الكميات من الزجاج في أفران يطلق عليها خزانات اليوم، لأن العملية التي تتم فيها تستغرق عادة نحو 24 ساعة، ويملأ الخزان اليومي بالمواد الخام، ويصهر الزجاج، ويستعمل كله قبل أن يملأ الفرن مرة ثانية. وتتسع هذه الخزانات اليومية لكمية تتراوح بين 1و35 طناً مترياً من الزجاج.
ويصهر معظم الزجاج في أفران كبيرة تسمى الخزانات المستمرة.ويستطيع أكبر هذه الخزانات المستمرة أن تصهر ما بين 360 و540 طناً مترياً يومياً و 270 طناً مترياً من زجاج الأوعية يومياً. وتستخدم خزانات مستمرة أصغر حجما لإنتاج معظم منتجات الزجاج الأخرى، وتتم التغذية بالمواد الخام في ناحية التحميل بالسرعة التي يؤخذ فيها الزجاج المنصهر من الجهة التي يجري فيها العمل. ويستمر التحميل والصهر والعمل منذ أن تشعل النيران أول مرة حتى يتم إطفاؤها في نهاية الفترة التي تسمى الحملة. وفي العادة، تستمر هذه الحملة لفترة قد تمتد إلى خمس سنوات. ويحدد طول فترة الحملة دائماً بتآكل جدران الطوب المقاوم للحرارة المصنوع منه الفرن. وهذه الجدران تتآكل وتتلاشي بفعل حرارة الزجاج.
كيف يشكل الزجاج ويجهز
هناك أربع طرق رئيسية لتشكيل الزجاج وهي: النفخ والكبس والسحب والصب. وبعد عملية التشكيل تأتي عملية لاستعادة قوة الزجاج ومتانته، كما يمكن استخدم طرق للتقوية وغيرها من الطرق المؤدية إلى تجهيز الزجاج بالمتانة المطلوبة.
النفخ. نفخ الزجاج دون استعمال قوالب فن قديم يرجع تاريخه إلى حوالي 2.000 سنة. وتتم هذه العملية بغمس أنبوب نفخ من الحديد طولها بين 1.2 و1.5 من الأمتار في الزجاج المنصهر الذي يلتصق بعض منه بطرق الأنبوبة الذي يكون شكله أشبه بالكمثرى. ويبدأ أحد العمال في النفخ بلطف في الأنبوبة حتى ينتفخ الزجاج ويتجاوب مع نفخ العامل الذي يقوم بإعطائه الشكل المطلوب عن طريق النفخ. ويمكن للزجاج وهو في هذه المرحلة أن يعصر ويمط ويفتل ويقطع. ويقوم العامل بتسخين هذا الزجاج مرة بعد أخرى للحفاظ عليه طرياً مرناً. وعندما يصاغ الزجاج الساخن في شكله النهائي المطلوب، فإن هذا الشكل يكسر من طرف الأنبوبة الحديدية. وبالإمكان نفخ الزجاج في قوالب حديدية سواء باليد أو بالآلات.
الكبس. يصحب الكبس إسقاط كتلة زجاجية ساخنة في قالب، ثم تكبس بمكبس حتى تنتشر كتلة الزجاج وتملأ جوف القالب، ولكي تكبس هذه الكتلة، يجب أن يتم تشكيل المادة بطريقة تمكن من سحب المكبس. وتستخدم عملية الكبس عادة في صنع أطباق الخبز والكتل الزجاجية والعدسات و طفايات السجاير. وكما هي الحال في عملية النفخ، فإنه بالإمكان أيضا إجراء عملية الكبس إما باليد وإما بالآلات سواء بقالب مفرد أو مزدوج. وتستخدم آلات النفخ والكبس مجموعة من طرق الكبس والنفخ لصنع المادة المطلوبة. وهناك كثير من الأوعية التي تصنع بهذه الآلات.
طرق متعددة
السحب هو الطريقة التي تستخدم لتشكيل الزجاج المسطح وأنابيب الزجاج والألياف الزجاجية. وتكاد تكون جميع أنواع الزجاج المسطح المصنوع هذه الأيام زجاج طفو. ويشكل هذا النوع عن طريق سحب صحيفة عريضة من الزجاج المنصهر في صهريج من القصدير المنصهر. ويسمى هذا الصهريج الحمام الطافي لأن الزجاج يطفو في طبقة مستوية على سطح القصدير المنصهر البالغ النعومة. ويضبط التسخين في حمام الطفو بحيث تصهر أية خشونة قد تعلق بالزجاج. ولما كان الزجاج ينصهر في درجة حرارة أعلى من تلك التي ينصهر عندها القصدير فإنه بالإمكان نقله من القصدير المنصهر لمزيد من التبريد. وعندما يشكل الزجاج المسطح في حمام طفو، فإن كلا الجانبين يخرج بشكل لامع بحيث لا يحتاج إلى شيء من الصقل والتهذيب.
الانابيب الزجاجيه
وتصنع الأنابيب الزجاجية بسحب الزجاج المنصهر لينساب حول أسطوانة دوارة أو مخروط يسمى قلب التشكيل. وينفخ الهواء من خلال قلب التشكيل، فإن الزجاج يكون أنبوبة مستمرة على الدوام. أما الألياف الزجاجية فإنها تصنع عن طريق سحب الزجاج المنصهر من خلال ثقوب دقيقة جداً في قاع الفرن.
الصب. صنعت المرآة بعرض 508 سم لتلسكوب مرصد بالومار في كاليفورنيا بالولايات الأمريكية عن طريق الصب. وتتضمن عملية الصب هذه ملء قوالب بزجاج منصهر وذلك إما بصب الزجاج من مغارف وإما مباشرة من الفرن، أو بصب الزجاج من قاع الفرن.
ويستخدم ا لصب في إنتاج قطع الزجاج المستعمل في الشؤون المعمارية وفي إنتاج زجاج الفنون وزجاج الليزر.
صناعة المصابيح. هذه طريقة لإعادة تشكيل الزجاج لإخراج أشكال جديدة بعد أن تبرد. ويقوم صناع أعمال المصابيح بإعادة تسخين أنواع مختلفة وأحجام متباينة من أنابيب الزجاج وقضبانه فوق شعلة نفخ يطلقها الغز والأكسجين. وبعد ذلك، يمكن ثني هذه الأنابيب ولفها ومطها وتلحيم الزجاج المطرى إلى أشكال متنوعة. وبهذه الطريقة، فإنهم يصنعون أشكال حيوانات صغيرة ومزهريات وسفناً شراعية، وعيوناً زجاجية، ومعدات علمية وبعض القطع للأنابيب الإلكترونية والمصابيح المتوهجة وغيرها من المعدات الصناعية. وينتج عمال المصابيح الكثير من القطع الصغيرة للصناعات الكهربائية والكيميائية والطبية والآلات ذات السرعة المتناهية الأوتوماتيكية وذلك بإعادة تصنيع الزجاج المطرى.
التلدين. هو عملية إزالة آثار الشد والضغط المتبقية في الزجاج بعد عملية التشكيل. وتلدن معظم الأدوات الزجاجية بمجرد الفراغ من تشكيلها، وإذا لم تتم عملية التلدين، فقد يتحطم الزجاج بسبب الشد الذي يسببه التبريد غير المتوازن، وتتم عملية التلدين هذه عن طريق تسخين الزجاج مرة أخرى وتبريده بالتدريج بناء على جدول لدرجة الحرارة والزمن.
التطبيع. عملية يعاد فيها تسخين الأشكال الزجاجية التي صنعت حتى تصبح طرية تقريباً، ثم تبرد فجأة بتيارات قوية من الهواء البارد، أوبغمسها في زيت أو أي مواد كيمائية سائلة. ويجعل التطبيع الزجاج أكثر متانة من الزجاج العادي، وعلاوة على ذلك، فإنه بالإمكان تطبيع المصنوعات الزجاجية بالكيميائيات.
الأختبار. في كل مصنع من مصانع الزجاج تقريباً يتولى بعض المهندسين اختبار عينات من المصنوعات الزجاجية تؤخذ مباشرة من الأفران للتأكد من أن الزجاج من نوعية جيدة، وأن له الخواص المطلوبة، كذلك فإنه تؤخذ عينات من الأواني لاختبار حجمها وجودة متنانتها وغير ذلك من الخواص الأخرى
زخرفة الزجاج
هناك عدة عمليات تجهيزية أولية يجب الفراغ منها قبل أن تزخرف المصنوعات الزجاجية وتزين، فمثلاً، يجب إزالة الزجاج الزائد من الأوانى التي صنعت بطريقة النفخ، وفي العمليات اليدوية، يجب قطع الزجاج وهو ما زل طرياً. وفي بعض الأحيان، تدار القطعة الزجاجية أمام لهب ساخن جداً من الغاز. ويؤدي التمدد الفجائي لشريط الزجاج الساخن الضيق الذي يدور أمام اللهب إلى الانفصال عن الزجاج الأكثر برودة الذي يليه. وفي حالات أخرى، يمكن تثبيت الآنية الزجاجية وهي مقلوبة، بل يمكن أيضا استخدام لهيب أقوى، ثم يصهر الزجاج العالق بتعريضه لتلك الحرارة العالية، ويؤدي ثقل الزجاج المنصهر إلى انفصاله وسقوطه. ثم تجمع كسارة الزجاج هذه في برميل وتعاد للفرن لتستعمل مرة أخرى. ومن الممكن أيضاً فصل الزجاج الزائد بإزالة القطع الزجاجية بعجلة من الماس أو الحديد الصلب، ثم تجذب الزوائد الزجاجية بشيء من الضغط المفاجئ. فإن لم تكن الأجزاء الزائدة المقطوعة من الزجاج ناعمة بالقدر الكافي فإن بالإمكان صقلها بكاشطات ناعمة أو بلهيب آلة صقل نارية.
مضافات كيميائية
حمض الهيدروفلوريك وبعض مركباته هي الكيميائيات الوحيدة التي تعمل على تآكل الزجاج وإذابته. ويسمى الزجاج الذي يغمس في هذه الكيميائيات أو يرش بها بأنه زجاج متآكل. وبناء على مكونات الزجاج وتركيز الفلوريد والمدة الزمنية التي يتعرض لها سطح الزجاج المتآكل يصبح خشنا ومعتمداً إلى درجة تجعله يشبه الثلج، ويكاد يكون غير شفاف، أو ربما كان له مظهر ناعم نصف شفاف بنعومة مظهر قماش الستان. ويبطن داخل المصابيح الكهربائية بهذا الدهان الذي يشبه الستان.كما تحفر الأباريق وأقداح الماء والزجاج المصنوع للأعمال الفنية في كثير من الأحيان بتصاميم معقدة. ويطلى سطح المصباح أولاً بحمض مقاوم للكيميائيات لوقاية اجزاء الزجاج التي تقع خارج قالب النموذج المطلوب. ثم يتآكل سطح الزجاج غير المطلي بفعل الحمض تاركاً النموذج. ومن الممكن عن طريق خلط الهيدروفلوريك وحمض الكبريتيك.
السقع الرملي، يعطي الزجاج سطحاً نصف شفاف، وغالباً ما يكون هذا السطح أكثر خشونة من ذلك الذي يتم الحصول عليه عن طريق الحفر. وينفخ الهواء المضغوط رملاً بذرات خشنة ترتطم بالزجاج، وكثيراً ما يتم ذلك من خلال قالب زخرفي مطاطي يشكل تصميماً خاصاً. وكثيراً ما تكون البطاقات على أوعية الكيميائيات محكوكة بالرمل. وكثيراً ما تزخرف أواني الإضاءة والأفران والأطباق والنوافذ بالسفع (الحك) الرملي.
القطع. عملية تآكل كميات كبيرة من الزجاج الأصلي، وذلك بتثبيتها على حجر رملي دوار أو عجلات الكاربورندم وهي المادة الشديدة الصلابة التي تستعمل في الصقل والحك والكشط. ويتابع العامل شكلاً زخرفياً سبق أن وضع على الآنية أو الشكل. وقد يكون القطع أحياناً عميقاً جداً. ويعاد البريق الأصلي للسطح الخشن المقطوع عن طريق التآكل بالأحماض أو بالصقل بكاشطات ناعمة جداً.
ابتكارات فنية
النقش بالعجلات النحاسية. تسمح هذه الطريقة بالتعبير الكامل عن الابتكارات الفنية في الزجاج. وتصاغ التصاميم الرائعة الكثيرة التفاصيل المنجزة بحرص شديد في أشكال ثلاثية الأبعاد. وهناك الكثير من الأعمال الفنية التي نقشت في الزجاج. وتتضمن العملية المجهدة قطع الزجاج بعشرات من العجلات النحاسية التي تغذى بالمواد الكاشطة.
الزخرفة المعالجة بالنار. يمكن وضع الطلاء الزجاجي الملون والأعمال ذات الرونق على الزجاج إما عن طريق الفن التشكيلي اليدوي (الرسم) وإما عن طريق نقل الصور من ورق أعد خصيصاً لهذه العملية أو الطباعة الحريرية.
وعندما تسخن هذه الوسائل الفنية من طلاءات وغيرها إلى درجة الحرارة المطلوبة فإنها تنصهر في الزجاج، وهكذا تصبح جزءاً من الآنية الزجاجية. وتزخرف كثير من الأكواب والجرار والأباريق وأجهزة الإنارة والتحف الفنية وغيرها من المنتجات بهذه الوسيلة
احتراماتي